إِيمَدْغَاسن أو ماد غيس أو وماد غيس هو ضريح أمازيغي جزائرييرجع تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، يقع في الجزائر بالأوراس، على أراضي بلدية بوميا، في ولاية باتنة، عبارة عن قبة عملاقة تحيط بها تاج العمود بأسلوب درويسي.
وهو أقدم ضريح ملكي أثري محفوظ في شمال أفريقيا، وفقا للمؤرخين في القرون الوسطى، فقد أستمد أسمه من ملك نوميديا، قدمت السلطات الجزائرية في عام 2002 طلب لإدراجة في قائمة التراث العالمي. هو مصنف من بين 100 أكثر الآثار المهددة بالأنقراض على كوكب الأرض..
من الخارج، يأخذ إيمدغاسن شكل قاعدة أسطوانية، وغالبا ما ينظر إليها على أنه أمازيغي يعبر عن عمق الحضارة الامازيغية الاطلنطية الديكور مستعار من حضارة اطلنطس كما يعتقد بعض المؤرخين و الباحثين الأركيولوجيين .
على مر السنين شهد المعلم تدهورا كبيرا وحتى الأعمدة المعززة للمبنى بشكل مؤقت تعرضت للتآكل بسبب الأمطار. وتسببت الظروف المناخية و السرقة في إلحاق أضرار جسيمة بالمعلم على غرار التصدعات وانهيار أجزاء من القبة والجدران مما أدى إلى تسرب مياه الأمطار داخل المبنى. و حسب مدير الثقافة لولاية باتنة الذي اتصلت به "وأج" فإن أشغال الترميم كانت مبرمجة لبداية 2012. و بعين المكان لا تلاحظ أية أشغال تدل على انطلاق عملية الترميم بحيث يبدو و أن المكان خالي ما عدا سياج بسيط أقيم حول الموقع لحمايته و لوحة معدنية إعلامية تشير إلى وجود الضريح.
و استنادا إلى المختصين فقد كان يوجد حول الضريح الملكي حوالي عشرة أضرحة أمازيغية أخرى مدفونة في محيط يمتد على مساحة 500 متر. و في سنة 2012 تم تصنيف الضريح من بين 100 معلم الأكثر عرضة للخطر من قبل الصندوق العالمي للمعالم.
سنة 2006 باشرت مديرية العمران و البناء لولاية باتنة عملية الترميم باستعمال آلات الهدم مما ألحق أضرارا خطيرة بالضريح خاصة على مستوى الهيكل و القبة. و أشار مدير ديوان تسيير و استغلال الممتلكات الثقافية عبد الوهاب زكاغ إلى أن الديوان تكفل بملف الترميم خلال 2012 بحيث قام بإعداد دراسة تمهيدية لعملية ترميم الضريح بالموازاة مع دراسة لحماية الموقع.
كان المؤرخ الأندلسي في القرن الحادي عشر البكري أول من وصف النصب في وصفه لشمال أفريقيا. يقول أن إيمدغاسن كان ملك البلاد وأنه في الماضي قد أعطيت أوامر لعدد كبير من الأفراد لتدمير النصب ولكن النتيجة لم تنجح. كما تحدث البكري عن النقوش الجميلة التي زينت الضريح التي تمثل مختلف الحيوانات وتوجت بشجرة أو هيكل، لم يبقى أي أثر لمثل هذه النقوش حاليا.
يقول ابن خلدون في القرن الرابع عشر، وفقا لمراجع المؤرخين البربر، كان إيمدغاسن سلفا للنوميديين. ويستشهد إيمدغاسن بأنه سلف من البربر في فرع بوتر (بوتر هو لقب إيمدغاسن، ابن خلدون، تاريخ البربر): زناتة (قبيلة)، بنو يفرن، المغراويون (أيمغارين)، جيراوا، الزيانيون، المرينيون، الخ. إيمدغاسن أيضا سلف صنهاجة (زيريون، حماديون، المرابطون) وغيرها من قبائل كتامة البربرية، الخ.
خلال الحفريات التي قام بها علماء الآثار الجزائريون "تم اكتشاف معرض تحت الضريح الأمازيغي، وفي نهاية هذا المعرض الذي يبلغ طوله 7 أمتار، تم أيضا اكتشاف أثاث جنازي مهم: فخار زجاجي، قطعة من الفحم، وعملة البرونزية ". إيمدغاسن عام 2013