الكرك مدينة أردنية عريقة تضرب جذورها في اعماق التاريخ ، تقع ضمن لواء قصبة الكرك في محافظة الكرك جنوب العاصمة الأردنية عمّان وتبعد عنها حوالي 120 كم . يبلغ عدد سكانها 200,000 نسمة . تشرف جبالها الشاهقة على البحر الميت و منطقة الاغوار الجنوبية و الضفة الغربية في فلسطين.
ظهرت الكرك في التاريخ لأول مرة في التوراة ، حيث كانت تعرف باسم كير مؤاب أو كير حارسه، كما أنها لعبت دوراً هاماً في عهد ميشع ملك مؤاب، الذي أجبر ملك السامرة وملك أورشليم على فك الحصار عن الكرك. وقد دعم هذه الحقيقة اكتشاف نقش ميشع ملك مؤاب في ذيبان: "أنا الذي بنى المكان المقدس لكموش الإلة ـ في كركا أي الكرك.... وأنا حفرت القناة إلى كركا وشققت الطريق الرئيسية في وادي أرنون الموجب " .
يفهم من هذا كله أن قلعة الكرك في الأصل كانت معبداً للإلة كموش بناه الملك المؤابي ميشع لهذا الغرض، وكما يبدو أن كلمة كرخا في اللغة الآرامية لها علاقة لفظية لكلمة الكرك، كما أن كرخا تعني المدينة المحصنة وهي صفة من أهم صفات هذه المدينة التاريخية
عرفت منطقة الكرك خلال فترة التنظيمات العثمانية 1864-1918 بلواء الكرك وكانت تشكل وحدة إدارية واحدة. أصدرت الـدولة العثمـانية عام 1864 قانوناً لتنظيم الولايات العثمانية مأخوذ من التنظيم الإداري الفرنسي وبموجب هذا القانون قسمت الدولة إلى ولايات والولايات إلى ألوية (سناجق) والألوية إلى أقضية( قائمقاميات) والاقضية إلى نواحي والنواحي إلى قرى ومزارع حيث تألفت ولاية سوريا بموجب هذا القانون من ثمانية ألوية من بينها لواء البلقاء الذي ألحقت به عام (1868) أقضية السلط والكرك وناحيتا الطفيلة والغور.
وفي عام 1871 كانت المنطقة تضم أقضية السلط والكرك ومعان. وفي عام 1880 بقيت منطقة الكرك قضاء. في عام 1892 اختارت الدولة العثمانية معان مركزاً للمتصرفية لكن أهالي الكرك احتجوا على هذا الاختيار وبعثوا التماساً إلى السلطان عبد الحميد يطلبون إليه أن تكون الكرك مركزاً للمتصرفية لأنها (متحضرة أكثر ومحصنه أفضل وزراعتها وتجارتها أوسع انتشاراً واقل تكلفة ) حيث تمت الموافقة على اختيار الكرك مركزاً للمتصرفية (1892-1894). بتاريخ 14 آذار 1893 عين حسين حلمي بك متصرفً للواء الكرك>
كما أن مدينة الكرك في العصر القديم تعد من مدن المملكة الأردنية الهاشمية وهي منبع القيادات المؤثرة في الدولة الأردنية ومن أبرز أحداثها في القرن الماضي : ثورة الكرك ضد الفساد الاداري للدولة العثمانية كما انها المدينة التي قادة أحداث نيسان عام 1989م والتي ساهمت في أحداث التحول اليمقراطي في الأردن وتفعيل دور الأحزاب الأردنية وتفعيل دور النقابات المهنية، كما أنها كانت منطلق للأحداث في أعقاب ارتفاع الخبز عام 1996،
من أهم معالم المدينة قلعة الكرك التي بناها الصليبيون وحررها منهم صلاح الدين، يتوسط شوارع المدينة تمثال لصلاح الدين شاهراً سيفه نحو الغرب حيث تقع فلسطين المحتله،
من عادات هذه المحافظة الترابط والتماسك الأسري. ومن حيث المأكولات فتتميز الكرك بأكلة المنسف و "الجميد الكركي" والفتة الكركية المجلله.