جبل داماوند بالإنجليزية Mount Damāvand ، هو جبل يقع وسط سلسلة جبال البرز، يبلغ ارتفاعه 5627 م مما جعله من أعلى القمم في غربي آسيا و أوروبا هذا الارتفاع وقمته التي تغطيها الثلوج بصفة دائمة منح قمة دماوند وجهاً مميزاً حيث أصبح إحدى المناطق الطبيعية البديعة لعشاقها يزيد من جماله الينابيع المعدنية الكثيرة على سفوحه مثل عين أسك ذات المياه الجارية ، وعين تلخ رود ، ولاريجان وغيرها والتي تصب جميعها في نهر هراز . ويتألف جبل دماوند من سبعين فوهة بركانية وتنتشر على سفوحه قرى كثيرة متناثرة.
تبين موقع جبل دماوند في الجنوب]]
ويوجد في دماوند الكثير من المعالم الطبيعية ذات القيمة العالية التي تتفرد بها كما يوجد فيه عدد من الثلاجات الطبيعية الدائمية التي تعتبر من الظواهر المتميزة والفريدة من نوعها في إيران.
ويمتاز هذا الجبل الشاهق ايضا باحتوائه على الكثير من عيون المياه الحارة والمياه المعدنية التي تتواجد في قاعدة جباله ، اضافة إلى وجود منخفض كبير فيه وسط الجبال يحتوي على بحيرة جليدية واسعة كما ان الشكل المخروطي للجبل وانحداره الشديد والغيوم التي تتراءى على قمته تعتبر من المعالم البارزة في دماوند.
من الناحية الطبيعية ، جبل داماوند بيئة حياتية لا يوجد مثيل لها في إيران. وهو يمتاز بكونه مأوى للكثير من النباتات والحيوانات المتنوعة. وقد يكون جبل دماوند والمنطقة المحيطة به المأوى الاخير للعديد من الانواع الحيوانية التي التجأت اليه بحثا عن الطعام والشراب بعد زوال الحياة الطبيعية في السهول والاضرار التي لحقت بالانواع الادنى من هذه الكائنات هناك.
في مجال رياضة التسلق فقد كان جبل دماوند من اعرق الجبال المرتفعة في العالم تاريخيا، ومن المؤكد بان هذا الجبل كان منذ القدم محط انظار علماء الجغرافيا والرحالة والسياح والمغامرين ومتسلقي الجبال.
ان هذا الجبل اصبح اليوم معرضا للعديد من الاخطار التي صارت تهدد بيئته الطبيعية. والرعي يعتبر واحدا من هذه الاخطار، حيث لا يوجد هناك تناسب بين الطاقة الانتاجية للمراتع والمراعي والعدد الهائل للماشية التي ترعى فيها، كما ان تواجد الاعداد الكبيرة من قطعان الماشية بات سببا في ازالة التربة واستهلاكها. بالاضافة إلى ذلك فان الاعداد الكبيرة من كلاب الحراسة التي ترافق قطعان الماشية هذه صارت سببا في منع الحيوانات البرية من الاقتراب من مصادر المياه كالينابيع والانهار.
وهذه المشكلة إلى جانب تواجد الصيادين في المنطقة ادت إلى ابتعاد الحيوانات البرية وهربها إلى مناطق مرتفعة جدا غير مناسبة لمعيشتها حيث شوهدت قطعان من الوعل تجول هائمة على احدى الثلاجات الطبيعية المرتفعة، كما لوحظت اعداد من الخنازير البرية تتجول على السفوح الجبلية الواقعة على ارتفاع ۴۰۰۰ متر فوق سطح الماء والتي تنعدم فيها المياه.
وكان انشاء الطرق غير الضرورية سببا في تقطيع اوصال البيئة الطبيعية واكسابها منظرا غير محبب. ومما يهدد بيئة دماوند ايضا تشييد المنازل من دون اية قيود وقوانين تتحكم في هذا الامر والتصرف في المصادر الطبيعية بصورة غير قانونية واستغلالها للاغراض الشخصية.
والعامل الآخر الذي ساهم في تخريب بيئة المنطقة هو استخراج بعض المعادن غير ذات القيمة العالية من مناجم منتشرة في المنطقة.
ان للرعي الزائد عن الحد اثرا سلبيا يتمثل في ازالة الغطاء النباتي وازالة التربة تبعا لذلك ونتيجة لقلة العمق المفيد للتربة في دماوند صارت الطبقات التي تقع تحت التربة والمكونة بشكل رئيس من الرماد والصخور البركانية معرضة إلى خطر كبير.
وقد ادى تساقط الأمطار وذوبان الثلوج خلال فصل الربيع في الاعوام ال۱۰ او ال۱۵ الاخيرة إلى حدوث سيول وانجراف كتل كبيرة من الطين واختلاط الطين والوحل مع مياه الانهار وانسداد مجرى نهر «هراز» وقد شدد انجراف التربة وزوالها حدوث ظاهرة الانزلاقات الارضية في المنطقة والذي ادى بدوره إلى انخفاض سريع في القيمة المرتعية للمراتع والمراعي الواقعة في سفح الجبل إلى حد غير قابل للتعويض، اضافة إلى الاخلال والحاق الضرر بتكاثر الاسماك في الانهار واحواض تربية الاسماك في المنطقة. كما ان رمي النفايات المنزلية للقرى المحيطة بالجبل ادى إلى تخريب منظر المنطقة، والحاق الضرر بالحياة البرية فيها لاحتواء هذه النفايات والازبال على مقادير كبيرة من المواد غير العضوية غير القابلة للتفسخ.
وقد تحول الطريق الرئيس الذي يربط بين منطقتي «بلور» و«رينة» إلى محل لرمي نفايات القرى والبلدات المجاورة. وهذا الطريق يعتبر من أهم الطرق في المنطقة حيث يسلكه سنويا العشرات من عشاق الطبيعة ومتسلقي الجبال من الإيرانيين والاجانب على حد سواء.