مسجد يشه (بكسر الياء والشين) (بالتركية: Yeşil Camii وتعني "المسجد الأخضر") يعرف أيضاً باسم "مسجد محمد الأول". وهو جزء من مجموعة كبيرة من الأبنية تقع في الجانب الشرقي من مدينة بورصة التركية، التي كانت عاصمة العثمانيين قبل فتح القسطنطينية عام 1453، وتتكون مجموعة الأبنية هذه من مسجد ومقام ومدرسة ومطبخ عام وحمام عام.
يشكّل مسجد يشه مزيجا رائعا من فن العمارة وفن الزخرفة، وقد بني هذا المسجد في وقت كانت فيه الحروب الأهلية في آخر وقتها وكان السلام قد بدأ بالعودة إلى المنطقة. وقد أمر ببناء هذا المسجد السلطان محمد الأول العثماني، واكتمل بناؤه في شهر كانون الأول 1419 أو كانون الثاني 1420، وقد كان المعماري الذي بنى هذا المسجد هو الوزير (حقي إفاز باشا)، أما الفنانون الذين أنشأوا الزخارف فهم (علي بن إلياس) و(محمد المقنن). وعندما تعرض المسجد لزلزال عام 1855، قام العثمانيون بتجديد المسجد تجديدا كاملا، أشرف عليه المعماري (Léon Parvillée)، وقد نجح هذا المعماري بالمحافظة على المسجد، ولكنه كان قليل الخبرة بأساليب العمارة العثمانية الحديثة، كما أثرت على هذا المعماري قلة المال والعمال المهرة.
فن العمارة الذي يسمى "فن عمارة بورصة" بدأ بهذا المسجد. شكل مخطط المسجد يشبه حرف T، فهو يبدأ بردهة أو ممر عند المدخل يقود إلى قاعة متوسطة يحيط بها إيوان بجهة الشرق وآخر بجهة الغرب وإيوان أكبر منهما معه محراب بجهة الجنوب. وهناك إيوانان صغيران بالقرب من المدخل، وتوجد أربع غرف في شمال وجنوب الإيوانات الجانبية، كما يوجد درج يقود إلى الطابق الثاني الذي كان مكاناً لإقامة السلاطين وعائلاتهم، وقد صُمم لهذا المسجد رواق مرصوف بالأعمدة ولكن بناءه لم يتم، وذلك بسبب وفاة السلطان قبل ذلك.
لقد بُني مسجد يشه من الحجر الرملي، ثم لُبّس بألواح من الرخام استُبدل معظمها في القرن التاسع عشر، وقد نحتت على بعض ألواح الرخام زخارف على شكل ورود، ووضعت عند المدخل والنوافذ. كما يوجد فوق المحراب والمدخل الرئيسي تصاميم على شكل أنصاف قبب.
للمسجد مئذنتان اثنتان كانتا قد أضيفتا له بعد بنائه، وقد بنيتا على النمط الباروكي الأوروبي الذي كان سائداً في ذلك الوقت، ولا يمكن الوصول إليهما إلا عن طريق مسكن السلطان أو عن طريق تسلق الأدراج الملتوية الموجودة في علّيّة المسجد.